
«حميدتي» يتسلم رئاسة الحكومة الموازية في السودان ويثير جدلاً واسعاً
«حميدتي» يتسلم رئاسة الحكومة الموازية في السودان ويثير جدلاً واسعاً
«حميدتي» يؤدي اليمين رئيساً للحكومة الموازية في السودان
مع تصاعد التوترات السياسية في السودان وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، أعلنت قوى الحرية والتغيير عن تشكيل حكومة موازية برئاسة الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي. وقد أدى «حميدتي» اليمين الدستورية أمام رئيس الحركة الشعبية شمالاً، عبد العزيز الحلو، كرئيس لهذه الحكومة الموازية.
تأتي هذه الخطوة بعد تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في السودان منذ إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، حيث شهدت البلاد تحولاً سياسياً هاماً وانتقالاً ديمقراطياً يهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه السودان، من بينها الصراعات الداخلية وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
تعتبر حكومة «حميدتي» الموازية خطوة مهمة في سياق البحث عن حلول للأزمات المستمرة في البلاد، خاصة وأن «حميدتي» يعتبر شخصية بارزة في السودان، حيث يحظى بتأييد كبير من جماهير البلاد ويتمتع بنفوذ واسع في الساحة السياسية والعسكرية. ويأتي توليه رئاسة هذه الحكومة الموازية في ظل تراكم الانتقادات ضد الحكومة الانتقالية الحالية التي تديرها القوى المدنية والعسكرية بشكل مشترك.
من المتوقع أن تواجه حكومة «حميدتي» العديد من التحديات والصعوبات في مهمتها، خاصة وأنها تأتي في سياق انقسامات سياسية وتنافس بين القوى المختلفة في البلاد. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الحكومة الموازية ستحظى بالاعتراف الدولي، أم ستواجه مقاومة من القوى الرسمية في السودان والمجتمع الدولي.
على الرغم من ذلك، يبقى السؤال الأساسي هو ما إذا كانت حكومة «حميدتي» ستكون قادرة على تحقيق الاستقرار والتنمية في السودان، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يعاني منها الشعب السوداني. وسيكون على «حميدتي» وفريقه العمل بذل كل الجهود لتحقيق هذه الأهداف، والتصدي للتحديات التي تنتظرهم في الفترة المقبلة.
وقد أثار تنصيب حميدتي كرئيس للحكومة الموازية في السودان ردود فعل متباينة بين الشعب السوداني والمجتمع الدولي. ففي حين رحب بعض السودانيين بتعيين حميدتي، الذي اشتهر بقيادته للجيش السوداني خلال الحرب في دارفور وجنوب السودان، كرئيس للحكومة الموازية بسبب خبرته العسكرية وقدرته على فرض الأمن والاستقرار، اعتبر آخرون هذه الخطوة خطوة خطيرة قد تزيد من التوترات في البلاد وتعرض العملية الانتقالية للخطر.
وفي الوقت نفسه، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن قلقهم إزاء تنصيب حميدتي كرئيس للحكومة الموازية، معتبرين ذلك تحدٍ جديداً للسلام والاستقرار في السودان. ودعوا إلى ضرورة احترام الاتفاقيات السابقة والتزام جميع الأطراف بالعمل على تحقيق السلام والديمقراطية في البلاد.
ومن جانبه، أكد حميدتي في كلمته بمناسبة تسلمه الرئاسة أنه سيعمل على تحقيق الاستقرار والسلام في السودان وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. وأشار إلى أن الحكومة الموازية ستكون حكومة شاملة تضم كافة الفصائل السياسية والقومية في البلاد، بهدف تحقيق الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة.
وعلى الصعيد الداخلي، تساءل البعض عن مدى قدرة حميدتي على قيادة الحكومة وتحقيق الاستقرار في ظل وجود تحديات أمنية واقتصادية كبيرة تواجه السودان، بما في ذلك الصراعات الداخلية والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات في السودان في الأيام القادمة، خاصة مع تصاعد الخلافات بين الحكومة الرسمية والحكومة الموازية وتصاعد التظاهرات والاحتجاجات في عدد من المدن الكبرى. وسيكون على حكومة حميدتي وعلى المجتمع الدولي العمل سوياً على تجنب تصاعد العنف والدماء في السودان والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
وفي النهاية، يبدو أن تنصيب الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، رئيساً للحكومة الموازية في السودان قد يكون خطوة مثيرة للجدل وقد تثير تساؤلات كثيرة حول مستقبل البلاد. فحميدتي الذي كان قائداً بارزاً في المجلس العسكري الانتقالي، يثير مخاوف البعض بسبب سجله في انتهاكات حقوق الإنسان وتورطه في أحداث دامية.
من جانب آخر، يرى مؤيدو حميدتي أنه قد يكون الشخص المناسب لقيادة البلاد في هذه المرحلة الحساسة، خاصةً بعد فشل المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية الراهنة.
سيكون على حكومة حميدتي تحقيق التوازن بين تلبية مطالب الشارع وضمان استقرار البلاد، وهو تحدي كبير في ظل الانقسامات السياسية والاقتصادية الحادة التي تعصف بالبلاد منذ سقوط نظام البشير.
في النهاية، يبقى السؤال حول مدى قدرة حكومة حميدتي على تحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو حياة كريمة وديمقراطية حقيقية. وبالتالي، ندعوكم للتفاعل مع هذا الموضوع ومشاركة آرائكم وتعليقاتكم حول هذا التطور السياسي البارز في السودان.
إرسال التعليق